يبدأ تطور الكلام لدى الأطفال عند الولادة ويشتمل على سلسلة من المراحل. عادة، يتواصل الأطفال فقط من خلال البكاء أو إصدار أصوات أخرى عند ولادتهم. في الأشهر القليلة الأولى، يبدأ الأطفال في التعرف على الأصوات والاستجابة للأصوات التي يسمعونها من حولهم. خلال هذه الفترة، يمكن للوالدين تقديم مساهمة مهمة في تحسين مفرداتهم من خلال التحدث إلى أطفالهم.
في الشهر الثالث تقريبًا، يطور الأطفال قدرتهم على إصدار الأصوات ويبدأون في إظهار السلوكيات الاجتماعية مثل الابتسام. تمهد هذه الفترة لظهور القدرة على تقليد الأصوات عند الأطفال. يعد إصدار الأصوات والابتسام طريقة رائعة للآباء لزيادة التفاعل مع أطفالهم. عند التحدث مع الأطفال الرضع، فإن نبرة صوت الوالدين ولغة الجسد لها أهمية كبيرة. وهذا يجذب انتباه الأطفال ويشجعهم على التفاعل معهم.
في الشهر السادس، يستطيع الأطفال ترديد مقاطع مثل "بابابابا" و"ماماما". هذه الفترة هي العلامات الأولى لتقليد الكلمات. عادة، بحلول الشهر الثاني عشر، يبدأ الأطفال في نطق كلماتهم الأولى؛ وهذا دليل ملموس على جهود الآباء لتعليم الكلمات لأطفالهم.
يمكن للوالدين دعم تطور لغة أطفالهم من خلال خلق بيئة تواصل مستمرة لأطفالهم ضمن روتينهم اليومي. التحدث ببطء ووضوح، وقول أسماء الأشياء ومشاركتها مع الأطفال أمر مهم في هذه العملية.
إن إقامة تواصل فعال مع الأطفال يمكّن الآباء من توفير أقصى قدر من التفاعل بأقل جهد. على الرغم من أن الأطفال لا يستطيعون التواصل لفظيًا بعد، إلا أنهم يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم بطرق مختلفة. وفي هذا السياق، هناك أساليب واستراتيجيات مختلفة يمكن للوالدين استخدامها عند التواصل مع أطفالهم الرضع.
يتشكل تطور مهارات الكلام لدى الأطفال من خلال مزيج من العديد من العوامل البيئية. بادئ ذي بدء، فإن التواصل الذي يقيمه الآباء ومقدمو الرعاية مع أطفالهم له أهمية كبيرة. يوفر التحدث إلى الأطفال فرصة مهمة لإثراء مفرداتهم. إن أسلوب التحدث المشجع والواضح والمفهوم الذي يتبعه الآباء تجاه أطفالهم يدعم التطور اللغوي للأطفال.
إن التحدث مع الأطفال ليس مجرد عملية تبادل كلمات، ولكنه أيضًا عملية نقل المشاعر والأفكار. تبدأ مهارات التحدث لدى الأطفال بتفاعلاتهم مع أفراد الأسرة وبيئتهم. يعبر الطفل حديث الولادة عن مشاعره من خلال إصدار الأصوات أو البكاء أو الضحك. تعتبر هذه الأصوات الأولى ضرورية لجذب انتباه الوالدين وإقامة التواصل.
إن إصدار الأطفال للأصوات هو طريقتهم للتعبير عن مشاعرهم الإيجابية. على سبيل المثال، قد يبتسم الطفل أو يصدر أصواتاً مبهجة عندما يشعر بالسعادة. ومن خلال الاستجابة لهذه الأصوات، يمكن للوالدين تعزيز تفاعلهما مع الطفل. يعد نطق الكلمات الأولى أيضًا جزءًا مهمًا من تنمية مهارات التواصل لدى الأطفال. يعد استخدام الكلمات البسيطة مثل "أمي" أو "أبي" بشكل خاص مؤشرًا على أن مهارات الطفل اللغوية تتقدم.
تلعب رغبة الأطفال في التحدث دورًا حاسمًا في تطورهم الاجتماعي. إن رغبة الأطفال في التفاعل مع الآخرين تجعلهم أفرادًا اجتماعيين أكثر في سن أكبر. لدعم رغبات الأطفال هذه، يجب على الآباء التحدث معهم بشكل متكرر والاستجابة لهم.
على سبيل المثال، إذا أشار الطفل إلى شيء ما أو أصدر صوتًا معينًا، فمن المهم أن يستجيب الوالدان. وهذا يساعد الطفل على تعلم المزيد من الكلمات والتعبيرات مع زيادة ثقته بنفسه.
ونتيجة لذلك، فإن مراقبة وفهم قدرة الأطفال على الكلام يمكن أن يعزز تواصل الوالدين معهم. خلال هذه العملية، فإن فهم الإشارات التي يرسلها الأطفال والاستجابة لها بشكل مناسب سيدعم مهارات التواصل لديهم.